الفرق بين البقلاوة والجلاش لا يقتصر فقط على المكونات وطريقة التحضير، بل يمتد ليشمل النكهة والتقاليد المرتبطة بهما، كل حلوى تتميز بجاذبيتها الخاصة، مما يجعلها محبوبة لدى الكثيرين، سواء صنعت البقلاوة الفاخرة في المناسبات أو الجلاش الشهي الذي يمكن تحضيره في أي وقت، فإن كليهما يمثل جزءً من التراث الغني بالحلويات الشرقية.
في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين البقلاوة والجلاش من حيث المكونات، طريقة التحضير، والنكهات.
الفرق بين البقلاوة والجلاش
عند الحديث عن الفرق بين البقلاوة والجلاش نبدأ بالمكونات فالبقلاوة تتكون من طبقات رقيقة من العجين تُسمى “عجينة الفيلو”، والتي تُدهن بالزبدة أو السمن، ويتم حشوها بمكسرات مثل الفستق أو الجوز، تُحلى البقلاوة بشراب سكري مكون من الماء والسكر، ويمكن إضافة نكهات مثل ماء الورد أو القرفة، الجلاش هو أيضًا نوع من العجين الرقيق، لكنه الأكثر تنوعًا من حيث الحشوات، يمكن تحضيره بحشوة مالحه كالدجاج أو اللحم، أو بحشوة حلوة مثل الجبن مع السكر، يتميز الجلاش بقوامه الخفيف مقارنةً بالبقلاوة.
كيف تختلف تقنيات الطهي بين البقلاوة والجلاش؟
البقلاوة والجلاش من أشهر الحلويات في المطبخ العربي، لكن رغم تشابهها في بعض المكونات، تحمل كل منهما تقنيات طهي مميزة تعكس تاريخها وثقافتها الخاصة، إليكم الفرق بين البقلاوة والجلاش في تقنيات الطهي:
- نوع العجين: تبدأ الاختلافات من العجينة المستخدمة فالبقلاوة تُعدّ من عجينة الفيلو الرقيقة جدًا والتي تحتاج إلى دهن مستمر بالزبدة أو السمن بين كل طبقة، تتطلب هذه العملية دقة وصبرًا لإنتاج بقلاوة مثالية بمظهر جذاب وطبقات مرصوصة جيدًا، الجلاش يُستخدم أيضًا ورق الجلاش، لكنه قد يكون أكثر سمكًا أو ممزوجًا بطريقة مختلفة، مما يسمح بتنوع أكبر في الحشوات، ويشتهر الجلاش بثباته وقابليته للتمدد، مما يتيح تشكيله بطرق متعددة.
- طريقة تحضير الطبقات: طريقة ترتيب الطبقات تلعب دورًا كبيرًا في الطعم النهائي فالبقلاوة تتطلب وضع طبقات من العجين والدهن ووضع الحشوة بين كل طبقتين، مما يؤدي إلى تكوين هيكل متعدد الطبقات، للحصول على الشكل النهائي، يجب أن تُقطع إلى مربعات أو مثلثات قبل الخبز، يمكن أن يتم تشكيله بعدة طرق، يمكن لفه حول الحشوة (سواء كانت حادقة أو حلوة) أو وضع طبقات من الجلاش في صينية دون تقطيع المسبق، هذا يقدم تنوعًا في الشكل والطعم.
- تقنيات التسوية: التسوية تسهم بشكل كبير في القوام والنكهة فالبقلاوة تُخبز في فرن معتدل الحرارة لمدة معينة حتى تصبح ذهبية ومقرمشة، بعدها، تُسقى الشيرة الساخنة على الفور، مما يمنحها طعماً حلوًا ورطبًا، الجلاش يُخبز أيضًا في فرن، لكن زمن التحمير ودرجات الحرارة قد تختلف بناءً على الحشوة، أما بالنسبة للجلاش الحلو، فإنه قد يُضاف له الشراب لاحقًا أو يُقدم مع العسل حسب الرغبة.
- إضافة المنكهات والرائحات: بجانب الطهي، تختلف الطرق العطرية بينهما فالبقلاوة تُحلى بشيرة تحتوي على مكونات مثل ماء الورد أو القرفة، مما يعزيز من نكهتها الفريدة وزيادة الاهتمام الحسي، والجلاش يمكن أن يُقدم بدون سكر في الحشوات المالحة أو مع إضافة بسيطة من العسل في الحشوات الحلوة، مما يجعل نكهته أكثر تنوعًا.
- الأصناف والنكهات: القوام والنكهات تجعل كل نوع مميزًا فالبقلاوة تمتاز بنكهتها الغنية ودقتها، حيث يتمتع كل لقمة بقرمشة خارجية وحشوة مكسرات لذيذة، والجلاش يقدم تنوعًا هائلًا، من الحشوات المالحة بالدجاج أو اللحم إلى الحلويات التي تحتوي على الجبن والسكر، يمكن أن يكون خفيفًا ومقرمشًا عندما يُعد بشكل صحيح.
- التقديم: الأسلوب في التقديم يختلف بين النوعين فالبقلاوة غالبًا ما يتم تقديمها في قطع جاهزة بعد التقطيع، مزينة بالفستق المطحون أو اللوز المدقوق، مما يُضفي لمسة جمالية، بينما الجلاش يمكن تقديمه كشرائح منفصلة أو كعكة واحدة في صينية، مع إمكانية إضافة ما يناسبه من تعزيزات مثل السكر الناعم أو القرفة.
حلوى بقلاوة مشكّلة واحدة من أشهر وأشهى المأكولات الشرقية التي تُسعد الذواقة حول العالم، تجمع هذه الحلوى الرائعة بين عدة أنواع من البقلاوة التي تتميز بأشكالها المختلفة ونكهاتها المتنوعة، مما يجعل كل قضمة تجربة فريدة لا تُنسى، تُعد البقلاوة واحدة من رموز الضيافة العربية، وغالبًا ما تُقدَّم في المناسبات السعيدة والأعياد، حيث تضفي لمسة من الفخامة واللذة على أي مائدة.
القيمة الغذائية للبقلاوة والجلاش
البقلاوة والجلاش من أبرز الحلويات التقليدية في المطبخ العربي، وهما يحظيان بشعبية كبيرة في مختلف المناسبات الاجتماعية والأعياد، على الرغم من مذاقها الشهي، من المهم معرفة القيم الغذائية لكل منهما للتأكد من التوازن في النظام الغذائي، الفرق بين البقلاوة والجلاش في القيمة الغذائية الآتي:
القيمة الغذائية للبقلاوة
- تتكون البقلاوة من طبقات رقيقة من العجين تُحشى بالمكسرات وتُسكب فوقها الشيرة أو الشراب السكري بعد الخبز، هذه المكونات تجعل منها حلوى غنية بالسعرات الحرارية.
- السعرات الحرارية: تحتوي قطعة من البقلاوة (حوالي 100 جرام) على ما بين 400 إلى 500 سعرة حرارية، مما يجعلها من الحلويات ذات الطاقة العالية.
- الدهون: تحتوي البقلاوة على حوالي 25 إلى 30 جرامًا من الدهون، حيث تأتي هذه الدهون بشكل رئيسي من المكسرات والزبدة المستخدمة في تحضيرها.
- الكربوهيدرات: البقلاوة غنية بالكربوهيدرات، حيث تحتوي على حوالي 50 إلى 60 جرامًا، مما يعني أنها ليست مناسبة لمن يتبع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
- البروتينات: تحتوي على نحو 5 إلى 7 جرامات من البروتين، تأتي هذه البروتينات بشكل أساسي من المكسرات التي تستخدم في الحشوة.
- الألياف: توفر البقلاوة كميات ضئيلة من الألياف الغذائية، تبلغ حوالي 1 إلى 2 جرام.
- الفيتامينات والمعادن: تحتوي على بعض الفيتامينات مثل فيتامين E، بالإضافة إلى المعادن مثل المغنيسيوم والزنك، وهي مفيدة لصحة الجسم.
القيمة الغذائية للجلاش
الجلاش هو نوع آخر من العجين يُستخدم في تحضير الحلوى أو الأطباق المالحة، ويتميز بمرونته في الحشوات.
- السعرات الحرارية: تحتوي قطعة من الجلاش (حوالي 100 جرام) على حوالي 200 إلى 300 سعرة حرارية، يعتبر هذا أقل من البقلاوة، مما يجعله خيارًا أفضل لمن يرغب في تقليل الوزن.
- الدهون: يحتوي الجلاش على 10 إلى 15 جرامًا من الدهون، ويعتمد ذلك على الطريقة المستخدمة في تحضيره، إذا تمت إضافة الكثير من الزبدة أو الزيت، فإن نسبة الدهون سترتفع.
- الكربوهيدرات: تحتوي الحصة على حوالي 30 إلى 50 جرامًا من الكربوهيدرات، مما يجعلها غنية بالطاقة.
- البروتينات: تتراوح كمية البروتين في الجلاش من 4 إلى 6 جرامات، وذلك يعتمد كثيرًا على الحشوة المستخدمة، مثل اللحم أو الجبنة.
- الألياف: تحتوي على كميات معتدلة من الألياف، وحوالي 1 إلى 2 جرام.
- الفيتامينات والمعادن: قد توفر الحشوات المختلفة محتويات من الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والحديد إذا تم استخدام الخضار أو اللحم.
بقلاوة الفستق واحدة من أشهر الحلويات في العالم العربي، حيث يجتمع فيها النكهة اللذيذة مع الجودة العالية، كما يمكن تخزينها لفترات طويلة دون التأثير على طعمها، مما يجعلها خيارًا مريحًا لمحبي الحلويات، تتكون بقلاوة الفستق من طبقات رقيقة من ورق الفيلو، محشوة بخلطة من الفستق المطحون والسكر والزبدة، لتخلق تناغمًا مثاليًا في النكهات والقوام.
في الختام يُظهر الفرق بين البقلاوة والجلاش تنوع وغنى التراث الحلوي في العالم العربي، حيث أن كل حلوى تحمل في طياتها تاريخًا وثقافة متميزة، مما يجعلها محبوبة من الجميع، بينما تمثل البقلاوة الفخامة والتفاصيل الدقيقة والحشوة الغنية بالمكسرات، يأتي الجلاش ليبرز التنوع والإبداع في الحشوات والنكهات التي تتراوح بين المالحة والحلوة.
قد يهمك أيضًا: